رياضة سامي الطرابلسي يتحدّث من قطر: «كرول» لا يعترف بأخلاقيات مهنة التدريب.. وبعض المحلّليـن بـاتوا «قطّــاعة أرزاق»
النادي الصفاقسي «هرب» بالجميع».. الافريقي «مايوجعش».. الترجي عاد من بعيد.. والنجم نقطة استفهام البطولة!
أدعو وزير الرياضة الجديد لفتح ملفات القوانين البــالـية والتمويـــل والمـلاعب «اللّـــي تحشّم»
فكّرت في ضمّ الدراجي وبن يوسف لـ «السيلية»، وهذه نصيحتي لصابر خليفة
أنصح معلول بنسيان الخلافات الشخصية
عمد البعض في الأيام الاخيرة الى ترويج معلومات مفادها أن سامي الطرابلسي عرض خدماته على المكتب الجامعي أملا في العودة الى تدريب المنتخب التونسي، لذلك استضفناه في «أخبار الجمهورية» في حوار مطول ردّ فيه على هذا الاتهام وأوضح بعض التفاصيل الذي لا يعرفها عامة الناس بخصوص ملف المنتخب، كما تطرّقنا معه الى تجربته الحالية مع فريقه «السيلية القطري»، هذا فضلا عن عدّة محاور أخرى يتعلّق بعضها بنبيل معلول وماهر الكنزاري ووزير الشباب والرياضة الجديد و«رود كرول» وصابر خليفة ويوسف المساكني وأسامة الدراجي وفخر الدين بن يوسف، كما عرّج بالحديث عن مردود كل ّ من النادي الصفاقسي والنادي الافريقي والترجي الرياضي والنجم الساحلي والتحكيم التونسي وعمّن أسماهم بـ «قطاعة الأرزاق» في «البلاطوات» التلفزية.. «توب » الى الحوار:
بعد بداية تاريخية مع السيلية القطري الذي ضمن بقاءه بالاسعاف في الموسم الفارط تراجع فريقك من المرتبة الأولى الى السادسة، لماذا؟
لسبب بسيط وهو أن السيلية لا يمتلك «قماش» بعض الأندية الكبرى وهو ما ساهم في حصول بعض العثرات قبل أن نتمكن لاحقا من تداركها وها أننا نحتل حاليا المرتبة الخامسة قبل 9 جولات من نهاية الموسم بـ 26 نقطة والحال أن الفريق أنهى موسمه الفارط في رصيده 13 نقطة..
كيف تحكم على مستوى البطولة القطرية، وماهي طموحات فريقك فيما تبقى من هذا الموسم؟
بطولة محترمة تضمّ لاعبين محليّين من ذوي الامكانات الجيّدة، علاوة عن ذلك فإن وجود عديد اللاعبين الأجانب ساهم في ارتفاع نسق البطولة وتطوير مستواها، وبالنسبة لفريقي السيلية القطري، فإن طموحنا يتمثل في تحسين المستوى الفردي والجماعي للمجموعة وضمان مكان محترم في الدوري، لأن الرصيد البشري المتوّفر حاليا لا يسمح لنا بالتنافس عن اللقب..
كيف هي سمعة المدرب التونسي لدى مسؤولى السيلية بعد تجربة ماهر الكنزاري ثم سامي الطرابلسي؟
للأمانة ماهر الكنزاري ترك سمعة طيبة وممتازة في قطر وهو ما جعله محل ثقة حتى الفرق الكبرى على غرار الجيش القطري الذي رغب مسؤولوه في الفوز بخدماته وأرسلوا له في مناسبتين تذاكر السفر و«الفيزا» لكن الكنزاري رفض الاخلال بالتزاماته مع النادي البنزرتي.
بصفتك قريبا من يوسف المساكني في قطر، ألا ترى أن هذا اللاعب خسر مسيرته الفينة عكس استفادته بأموال طائلة؟
يوسف المساكني لاعب استثنائي من طينة العقربي وطارق والسويح وهو قادر على «قلب الطرح» في أي لحظة من المباراة، ولا أخاله قد خسر مسيرته بانتقاله الى «لخويا»، بل على العكس فإن هذا اللاعب الموهوب والذي ساهم اقصاءه من المنتخب في عدم تأهلنا لـ «مونديال» البرازيل، قادر على الذهاب بعيدا في مسيرته الكروية مستقبلا..
بعد صراع في الكواليس بين الثنائي سامي الطرابلسي ونبيل معلول، ها أن الاقدار تجمعكما مجدّدا في قطر، فكيف ستكون المعاملة بينكما وماذا ننتظر من المواجهة القادمة بين السيلية والجيش القطري؟
مرحبا به في قطر، نحن الان في غربة ومهما كانت درجة الخلافات الشخصية فعلينا الالتزام بالسلوك القويم والحضاري وتشريف المدربين التونسيين في قطر..
نفهم أنه في المباراة القادمة بينكما سنشاهد مصافحة وعناق بين الطرابلسي ومعلول؟
هذا في علم الغيب..
ما دمنا قد تطرقنا لمعلول، لماذا تجنّبت الحديث عن تجربته مع المنتخب التونسي؟
لأن الجوّ كان مشحونا والتصرفات غير الرياضية والصراعات الشخصية بين وزير الرياضة ومدرب المنتخب وقتها وعدة أطراف اخرى طغت على مصلحة الكرة التونسية، فكان من الطبيعي أن يدفع المنتخب «الفاتورة» لذلك خيّرت الصمت ومتابعة ما يحصل بكل ألم..
كيف عشت خيبة تونس ضد الكامرون، وهل كان سيتغير الحال لو كان سامي الطرابلسي مكان «كرول»؟
أنا قلت أثناء تلك الفترة القصيرة قبل مواجهتي الكامرون، إنه من الافضل منح الثقة لمدرب تونسي يعرف خصائص المجموعة، لكن الاختيار شمل «كرول» فكان هذا القرار غالط على طول الخط..
صراحة، هل وقع الاتصال بك في تلك الفترة لكي تعود الى المنتخب؟
كانت هناك اتصالات جانبية، لكن أصحاب القرار في المكتب الجامعي لا.. من جهتي كنت مستعدا لتلك المهمة وكنت أودّ خدمة المنتخب وصنع التحدي معه وهو ما جعلني أتحدث في الأمر مع رئيس جمعيتي السيلية القطري وقلت له إنه في صورة ما وقع الاختيار على شخصي لتدريب منتخب بلادي، فإني سأغادر الجمعية..
كأحد أبناء النادي الصفاقسي، كيف تقبلت قرار «هروب» كرول من صفاقس الى الترجي، وهل أن العيب في هذا المدرب أم في مسؤولي «السي.. آس.. آس» أم في إدارة الترجي؟
قبل الردّ عن هذا السؤال، يجب التأكيد على أن هناك أخلاقيات في مهنة التدريب أهم من العقود والأموال، لكن «كرول» صاحب الاسم الكبير كلاعب سابق في المنتخب الهولندي و«أجاكس» لم يعط قيمة لهذه الأخلاقيات وتنكّر للفريق الذي منح لاسمه كمدرب أبعاد أخرى وشهرة لا مثيل لها.. في كلمة كل ماحصل عيب..
تقصد العيب في «كرول» أم في ادارة الترجي؟
طبعا العيب في «كرول» الذي أخلّ بالتزاماته مع النادي الصفاقسي، وبالمناسبة أدعو مسؤولي الفريقين الى تجاوز هذا الاشكال لأن علاقة «السي.. آس.. آس» والترجي أكبر وأهم من هذا المدرب، وكذلك لأن بلادنا بشكل عام لم تعد تحتمل مثل هذه الاشياء..
كثر الحديث في الأونة الاخيرة عن اسم سامي الطرابلسي كمدرب عائد لتدريب المنتخب اعتمادا على علاقتك المتينة برئيس الجامعة، فماذا تقول في هذا الشأن؟
«تونس بلادي» والمنتخب ليس بغريب بعنّي وتدريبه مجددا شرف بالنسية لي، لكن المهم ان تكون العودة إن أراد المكتوب ذلك على أسس ثابتة وتتضمن مشروع واضح يخدم المنتخب التونسي على المستوى البعيد..
قيل أيضا إنك عرضت خدماتك عن طريق بعض الوساطات لتفوز بالمنصب؟
مستحيل، لم أفعلها قبل الاختيار على «كرول» لمواجهتي الكامرون الحاسمتين، فكيف أعرض خدماتي الان؟
وهل وقع الاتصال بك في قبل الجامعة في الايام الفارطة؟
نعم، اتصل بي أحد المسؤولين وعرض عليّ فكرة العودة لتدريب المنتخب..
ومن هوّ الاسم الآخر الذي بامكانه منافستك على تدريب المنتخب في المرحلة القادمة؟
هناك عديد الكفاءات التي تنتظر فرصتها لتدريب المنتخب على غرار الزملاء عمار السويح وماهر الكنزاري ونبيل الكوكي ومنذر الكبير وشهاب الليلي وخالد بين يحيى..
لماذا اسثنيت فوزي البنزرتي؟
«علاش لا»؟ فوزي البنزرتي مدرب كفء وشجاع وغيور على «الدرابو» وبإمكانه أن يحظى بفرصة كاملة خاصة وأنه جاء الى المنتخب سنة 1994 أو في 2010 في ظروف صعبة ولم يكن يملك عصا سحرية ليحقق النجاح في تلك الظروف..
كيف تفاعلت مع انجاز فوزي البنزرتي مع الرجاء البيضاوي المغربي؟
صدّقني »فرحتلو برشا» وقد أشدّت بخصال سي فوزي البنزرتي في حوارات أجريتها للصحافة القطرية.
لماذا لم تستنجد ببعض اللاعبين التونسيين في فريقك السيلية؟
لأن الفريق تعاقد مع العناصر الأجنبية اللازمة من قبل مجيئي لتدريب السيلية، لكن إذا ما تواصل المكتوب مع هذا الفريق فقد نلتجئ لبعض اللاعبين من تونس.
على غرار من؟
صراحة فكرت في أسامة الدراجي وفخر الدين بن يوسف..
رغب نبيل معلول في ضمّ صابر خليفة الى فريقه الجيش القطري قبل سقوط الصفقة في الماء، فما رأيك؟
رغم أن قرار انتقاله الى البطولة القطرية أو غيرها يبقى شأنا شخصيا لصابر خليفة حسمه بمفرده، فإني أرى أنه مازال لم يحن وقت احتراف هذا اللاعب في قطر، هذه نصيحتي لصابر مثلما نصحته قبل التحاقه بأولمبيك مرسيليا بعدم التسرع والبحث عن الفريق الذي يوفر له فرصة المشاركة كأساسي..
ماهو حكمك على مردود الترجي والافريقي والنجم والصفاقسي في مرحلة الذهاب؟
بالنسبة للنادي الصفاقسي فقد أكد على أرض الواقع أنه «هرب» بالجميع فنيا وأنه يمتلك رصيدا بشريا يسمح له بالاستحواذ على كل الالقاب، وبقطع النظر عن قيمة لاعبي «السي.. آس.. آس» فإن لرجال النادي دور في المستوى الذي بلغه الفريق على غرار الهيئة السابقة برئاسة سي منصف السلامي أو الهيئة الحالية برئاسة سي لطفي عبد الناظر وكذلك السيد جمال العارم الذي ساعد المجموعة كثيرا في اطار من السرية التامة وبعيدا عن لغة استعراض العضلات، هذا دون تناسي الدور الكبير الذي لعبه المدرب الحالي حمادي الدو سواء حاليا كمدرب أول أم سابقا كمساعد «لكرول» فضلا عن ذلك أقول إن الدوّ حقق عدّة انتصارات كبيرة كمدرب أول لكن وقع التعامل معها بشكل عادي عكس أيام «كرول» وهذا ما يؤكد أن التونسي «ما يضوي كان ع البراني»..
والترجي؟
الترجي يتوفّر على جيل ممتاز من اللاعين الشبان وبدأت هيئته المحترفة في إعداد فريق قادر على العودة الى منصات التتويج محليا و قاريا..
والنادي الافريقي ؟
الافريقي رغم توفر أحسن اللاعبين مازل «ما يوجعش» ويعاني من القرارات الارتجالية..
والنجم الساحلي؟
نقطة استفهام البطولة التونسية، نعم النجم الساحلي يحيّر فلم تشفع له لا حنكة رئيسه رضا شرف الدين صاحب المواقف التي سيسجلها له التاريخ، ولا كفاءة زياد الجزيري ولا مهارات لاعبيه مكنته من الانتفاض مجددا..
ماهي رسالتك لوزير الرياضة الجديد؟
أدعوه للقطع مع القوانين البالية التي لم تعد تستجيب للكرة المحترفة، وتطوير البنية التحتية والملاعب التي أضحت «تحشّم» هذا فضلا عن مشكل التمويل الذي أصبح غيابه بمثابة السيف المسلط على رقاب الأندية..
ماذا تقول عن الاتهامات الموجهة إلى بعض الحكام؟
رغم وجود بعض الحكام الممتازين والنزهاء، فإن البعض الاخر ظلموا بعض الفرق واتخذوا ضدهم قرارات غيرت وجهة نتائج مباريات وهذا حرام..
بماذا تمضي على خاتمة هذا الحوار؟
دعوة الى عشاق النقد الهدام والسب والشتيمة في بعض «البلاطوات» التلفزية بالكف عن توظيف المنابر التحليلية لتصفية الحسابات الشخصية والعمل على قطع أرزاق مدربين ظلما.. «وربّي يهدي» عشاق وضع «العصا في العجلة».
حاوره: الصحبي بكار